السبت، 22 أغسطس 2009

العرض الأخير



في هذا المكان..
دائما يموت الصباح
ونهاره يتدلى على مشنقه
تخيم ظلماء غريبة في جوانحه
وكأنها تسري خلف أضوائه الاصطناعيه
أو انها تعشش مع البوم في الأركان
أوترقد تحت سترات الرجال
او يجوز انها تتخفى داخل أحذية النساء
ينسل من صمتي المجروح سؤال
إلى أين تسير قوافل اللذات؟!!
فألمح من القهر والأحزان
والصمت والكلمات ..
ماأقساهما مأساة
هذا المكان
الكل يري فيه قلعة وطودة ..
فيها من الصهيل والغدير والمعازف
والنقوش.. مافيها
لكن ما أراه غير كوخ
قد تداعى في عمق من الأعماق
وفي غمار المهرجان..
ينتشر الظلام
وكأن الفناء ابتداء الحضور
وكأن الحضور ابتداء الغياب
الضوء يسقط من ثقب صغير..
تتشكل الالوان على لوحة بيضاء..
يصير التوحد في الاشتعال وفي الانطفاء..
انظر حولي أين الحضور؟
ألا ناموا.؟؟
أجل ناموا..!!
فأعود مع الالوان اتحدُ
وأسرج من صهوة الكلمات
قافية
كما الوتر
والضرر
أني امررها على لغتي
ومفتاح الرؤى مطري
فأطلع احرفا غضباء من شفتي
تهز جميع تكويني..
ولايزال خرير الضوء يغريني
لهيب الحرف يدعوني
فأغمرالأفلاك
والقاعة السوداء
اسافر في فضاء الروح
واعود لأسكب الكلمات
اجندل من حرفها ناري
فتحرق صرح أفكاري
ولازلت متحدا
بكم لون
وكم صورة
و كم حكمة سقطت
على تلك اللوحة البيضاء
فأتبعها وأغرقها..
لكن
يحيها عقلي
فاستدعيها في أدب..
تصافحني ..اصافحها
ثم اطردها
وثالثة
استدعيها في خجل
ثم ارجمها
ورابعة وخامسة
أراقبها..أراغبها ثم
انهرها
لكن ليلةُ احتضاري
كانت العرض الاخير
-------------------------
(الأفضل أن تكون غائبا حاضرا .. على أن تكون حاضرا غائبا)
مستوحاه عن فيلم / الف مبروك..

هناك تعليق واحد:

ســـــــهــــــــــر يقول...

ايها الغائب الحاضر حرفك
رمضان كريم