الخميس، 19 يونيو 2008

على الهامش (4)

فن في زماره
الموضوع يتحدث عن بعض مشاهدات توقفت عندها ليكون هذا الفاصل مخصصا لهذا العلم ألا وهو علم
(التعبير من خلال التزمير)


الإزعاج صناعة متطورة وأحد علوم هذا العصر وأحد ثمرات التكنولوجيا التي نشهد تطورها بشكل متسارع.
وبمناسبة الحديث عن الإزعاج أريد أن أدعي أيضا أننا نحن أبناء العرب من الاجداد الى الأحفاد قد ابتكرنا هذا الفن وطورناه حتى جعلناه صناعة متقدمة فإليكم بعض الابواب والفواصل التي تأكد ذلك:-

باب السياره ومايستحب عمله عند ركوبها
نجد أن السائق يخاطب سيارته قبل أن يصل إليها فتزعق مرحبة به وتضيء جوانبها فرحاً به, وعلى الغرار عندما يقترب أحد الغرباء من المكان تنطلق حنجرة السيارة بصراخ عال للإعلان والتحذير من محاولة خطفها أو سرقتها.

باب السياره ورب الاسرة وربة البيت والابناء...
التزمير يكون من السائق (رب البيت) لمناداة أفراد الأسرة أو الأولاد والبنات للإسراع في الركوب, والتزمير عند عودة السائق (رب البيت) للإعلان لأفراد الأسرة وربة البيت أنه وصل بحفظ الله ورعايته وأن على ربة البيت أن ترسل أحد أفراد العائلة لمساعدة الأب في حمل الأغراض.

باب السياره وفن الزماره اثناء الاشاره
حين يبدأ السائق بالسواقة يمارس التزمير بمناسبة وبدون مناسبة. فهو يرسل مزاميره مدوية لمن هو أمامه ومن خلفه ومن هو في جانبه على الطريق يحذر من حوله انه هو ولا أحد غيره صاحب الحق في الشارع. يزمر قبل أن تفتح الإشارة الضوئية ويزمر لمن يريد أن يحاول الوقوف أمامه منذراً إياه وحين تتأخر الإشارة الضوئية في إعطاء الإذن لنا بالمرور نزمر بغضب,وحين نريد شتم أحد منا نشتمه أيضاً بالتزمير(خد بالك من كلاكس **تي تيريت تيت تيت** هذه شتيمه ليست تحيه من لسان احد السائقين), فإذا تجاوز أحد عنا نشتمه بالزامور وإذا أردنا أن نسلم على أحد الأصدقاء نرسل له زاموراً خاصاً. وحين يتأخر شرطي المرور في تنظيم الحركة تنطلق زواميرنا في معزوفة لا اغرب منها ولا أعجب ولا يهم أن يكون هناك منزعج., فنزمر لمن يبطئ في سيره على يمين الشارع. بل نزمر إلى الفتيات اللواتي يقفن على يمين الشارع أو يسرن على الرصيف في محاولة للإعلان عن وجوده الرجولي

باب الزاموره لمواكب العروسه في انحاء المحروسه
فمواكب الأعراس وحدها صاحبة الامتياز في التزمير, بل إن نفس المعزوفة تنطلق كل ذات مساء فهل توجد شعوب غيرنا تستخدم الزامور في مواكب الأعراس, وعلى طول الطريق من بيت العروس إلى صالة الاحتفال.حتى لا يكاد ينقطع ذلك الصوت الرهيب. إنهم يعلنون عن الزواج وليعرف العالم أن العريس البطل سيسجل رقماً في سجل الأزواج ومن لا يعجبه .....


باب المكبرات حتى في قاعة المحاضرات
تضخيم الصوت غدا فناً عربياً بامتياز. فعلى أسطح البنايات مكبرات للصوت وعلى سقوف السيارات مكبرات للصوت و في قاعات المحاضرات والكل يعلن من خلالها عن وجوده معتقداً أنه صاحب الحق, وأن على الآخرين الاستماع.

باب فصل الصيف والابداعات الصوتيه

في فصل الصيف تتفتق العقلية العربية عن إبداعات صوتية مثيرة. فنحن مبدعون حقاً لأننا نعشق الصوت. فمنذ طلوع الشمس تبدأ زوامير المهرجانات وهي ظواهر صوتية, وهذه المهرجانات التي تكثر في فصل الصيف تعلو فيها أصوات ما يسمى بمطربين والغريب أننا نطرب لها رغم أنها صراخ يقوم الميكرفون بتضخيمه إلى أن يصم الآذان. والغريب أننا ندفع من جيوبنا وحر مالنا نقوداً عزيزة لكي نزاحم الآخرين من بني جنسنا لما هو صراخ وضجيج ليس إلا.

باب العجله والانبوبه والنغمة


نجد في هذا الباب سيارات بيع الغاز تبث موسيقى كلاسيكية جميلة تجوب الشوارع فنجد شعوب غيرنا تبيع الغاز على أنغام موزارت وبيتهوفن وغيره. لكن العرب لا يحتاجون إلى سماع الموسيقى الكلاسيكية ولا إلى حضور سيمفونيات يدعي الغرب أنها تريح الأعصاب. إن لدينا موسيقى الغاز نوزعها مجاناً مع كل اسطوانة غازية.

قنحن نعلن عن بيع الغاز من خلال موسيقى من نوع مختلف وذلك بواسطة طرق مفتاح الغاز على الاسطوانة, فتخرج أصوات خاصة. إنني أتحدى إن كانت شعوب أخرى سبقتنا إلى هذا الفن.

باب صوت النهار وبياعين الخضار


حيث يأتيك الباعة المتجولون بأصنافهم المتعددة. فهذا يشتري الخردة والكراكيب والأثاث المستعمل ويعلن من خلال مكبرات الصوت بياناً يتبعه آخر مسجل على أشرطه لا تمل من التكرار. والغريب أن لا يتململ أحد ولا يحتج أحد, ولا يشتكي أحد, فهذا طبيعة الطقوس الصوتية التي نمجدها ويأتي من بعد ذلك بائع الخضار والفواكه يجوب الحارات ويعلن عن توفر البطيخ والملوخية ويعلن أن البطيخ على السكين وأن الملوخية خضراء تسر الجائعين.

النهايه هي انه...
قد نشأ عن علم الصراخ المعروف في كل المكتبات العربيه فرع جديد هو علم التزمير. فلقد طور العرب بعبقريتهم المشهود لها عالمياً لغة خاصة بالزامور وتفوقوا على كل الأمم في فنون التزمير حيث نقوم نحن المعاصرون بالتعبير به عن كل شيء نعبر عن الانزعاج ونعبر عن الغضب ونعبر عن كافة مشاعرنا نحن العرب. من قال إننا لا نحسن التعبير. التعبير بواسطة الزامور أفصح من كل لغة حتى ادركت مكاتبنا هذه اللغه المتطوره حتى نشرتها في كتبها كمثل "فنون التعبير من خلال التزمير".


باختصار إننا في زمن الصوت



اسف اصل محسوبكم انف ومابيحبش الازعاج!!

هناك تعليق واحد:

واحد منحوس وواحد خايب الرجا يقول...

اول مره اعرف ان الكلاكس اسمه زامور... ماعلينا يعنى.... نسيت تقول انك انت كمان بتستخدم الزامور يا إنف لما تيجى تنادى كهربائى او اى حد من العمال وعمالين تزعجونا نحن الموجودين بفرن النقش والرسم بقياده القبطان الفقى

بس انا عايز اسألك سؤال...
بذمتك لو انت ماشى فى الشارع وفى عربيه جايه وراك هتحاسب من قدامها من غير ما السواق يكلكسلك او يزامورلك ولا هتفضل متنح وماشى قدامه
للاسف ياعم محمد امين - اول مره اعرف ان الحج كان اسمه امين - احنا شعب كدا منمشيش غير بالزامور لاننا خلاص بقينا باردين ومفقيش حاجه بتحوء فينا
وبتاع الانابيب بيوفر صوته علشان لما يروح يتخانق مع مراته يلاقى صوت يزعق بيه.. والاب اللى بينادى عياله بيستخدم الزامور لانه لو فضل ينادى من هنا للبلوج الجاى محدش هيعبره فيمكن حد من الجيران يكون زيك مبيحبش الازعاج ينزل يشيل الشنط علشان يوفر على نفسه بهدله الاصوات

وعلى فكره كل مازامورك يعلى تلاقى كلامك مسموع لان الزامور اللى ميصبش..يطرش


يلا.. اشوفك فى ديوان الحصن