السبت، 12 يوليو 2008

في محطات الترام



متلفعا بالشال سرت في المدينة
تنهال من السماء حرارة الظهيره
فالشمس في دربي لا تمر كما الكرام
حتى استوقفني هذا الترام
الناس داخل سكناه تنام
يترجل الترام ثم يقف
تصعد وجوه ثم تزدلف
وفي اخر العربة هناك
رأيت وجهكي في الزحام
مترقب أنا ممسك زمام
وانت تعبرين من هذاالمقام إلى مقام
والذكريات تنساب كما السهام
حتى تقفين جواري حين أزعجك الغلام
وكأن الوقت قد وقف في ثنيات المكان
وكأنني لست انا وليس يعنيني الكلام
شريدا في حروف كانت زينة الزمان
لكن نطقها حرام داخل الترام
يترجل الترام
حتى تمارس النفوس طقس القيام
لكن رعشة الكلمات تعلق باللسان
..........
لو تجلسين في هذا المكان؟
لكن ماسمعت ردا أو حتى سلام
والناس تنظر حولنا يارب هل عقم الكلام؟
هل تاه منها الصوت في صمت الزحام؟
وبعد صافرة الترام

ارتسم على جبينها السلام
والحياء يمنعها عن الكلام
فألثم الشال الذي يسري مع الزحام
وأظل أنسج الكلمات لكن يراوغني الكلام
ماذا يقول الناس لو القيتها
تحية السلام "حتما هذا حرام"
لتظل ساعة المسير ترجع للوراءدون كلام
أهفو ليوم فيه نفرد الشراع
نمضي ولاندري المصير نمضي وقط مع الغدير
نمضي في رحب واتساع نمضي..
لكن ويلي قد وقف الترام
وصوت محطتي باتت تنادي
لكنني مستنكرا ليست بلادي؟!!
والموج طيف من بين الشقوق
يلطم صخرها ثم ينادي
نعم أنا ...
و لا مفر من هذا النظام
وكلما اخترقت بنيان الزحام

أنظر لها
حتما سيعيد نفسه الزمان
وفي نفس المكان
سأراها في محطات الترام

هناك تعليق واحد:

Cold air يقول...

خاطرة جميلة و إختيار موفق لمكان الحدث فالترام أو القطار كالدنيا الصغيرة تعيشها للحظات و جميل أوي إحساس الخجل اللي بان في كلماتك
و مرسي علي حسن التواصل
سلام