الأحد، 20 يوليو 2008

بث من أروقة قديمه

ذهبت الى الحجره المجاوره لمكتبي دقت الساعه الثالثه صباحا أخذت في يدي المنبه وتم ضبطه ليدق اجراسه السابعه في صباح اليوم وارتخي جسدي على أريكة أجهدها الزمن متقلبا يسارا ويمين شاردا ماذا سأفعل في صباح اليوم فأنا اشعر انني غير جاهز لعناء هذا اليوم وغير جاهز نفسيا لمقابالة احد فقد ترك رئيسي في العمل يوم امس انطباع سيئ أصابني حزنا طوال اليوم رغم اني أجيد الفصل تماما بين العمل وحياتي الشخصيه ولكن كان حديث معي أشد وطئا من اني ينسى او يفصل عن بقية هذا اليوم
أخذت أحرك أصابعي في شكل دائري وكأنها تبحث عن بعضها وكلما تزدد قربا ينطلق احدهما ابتعادا على الاخر وتستكمل الدائره غفلت عيناي تداركني النوم ذهبت الى عالم اخر اكثر راحة وأمان وما إن بدأت اتلذذ بهذا الطعم الا وقد أزعجتني أجراس المنبه وهي مشيرة الى السابعه.
تلفت حولي انتفضت من على الاريكة مسرعا اين حاجياتي هاهو بنطالي وهنا قميصي أريد شرابا أدركيني ياوالدتي العزيزه اين أنتي الان ولماذا اخترتي هذا اليوم كي تغيبي عني.؟!
اه اشعر اني جوعان سأحضر بعض الاكل , انطلق الى المطبخ انظر في الساعه لقد تأخرت كثيرا فانا لا اجيد تجهيز اية مأكولات وها هي قد أهلكت وقتي أسرعت الى الحمام أنظر الى المرأه افتح فمي وقد ظهرت اسناني مصفره فانا اقترب من اليومين لم استخدم الفرشاه واليوم قد تذكرت انه يجب عليا ان اغسل اسناني فإني على مشارف ان اقابل اناس ستبحث في كل ظفر من اصابعي.
آه اعتقد انه يوم عصيب امسكت الفرشاه وبدأت في غسل اسناني ثم ذهبت الى حجرتي ابحث عن شئ ما لم احدده
وقعت عيني على راديو قديم الازل مازلت احتفظ به بعد ان لفت انتباهي في منزل احد اقاربنا وقد اخذته منه لشدة تعلقي بالاشياء القديمه ذهبت الى الراديو احرك مؤشره حتى بدا في التقاط الاذاعه المصريه وهي تعلن عن برنامج همسة عتاب يلاحقه بالسلامه وازدحام الطرق بالمواصلات تركت الراديو ورجعت ثانية الى المرأه انظر ماذا انجزت في تنظيف اسناني القيت الفرشاه جانبا بعد ان رضيت طموحي ثم خرجت ابحث عن طبق الاكل الذي قمت باعداده أخدته معي الى الحجره وبدأت في تناول الطعام تارة واخرى في الانتهاء من جمع أغراضي في حقيبتي الخاصه وثالثه في احضار الملابس ولكنني من بين الضغط الذي تعرضت له وجدتني ابتسم وابتهج ففي زحمة هذا الصباح اتت سيمفونية عاشق قد بث صوته عبر جهاز عتيق يجعلني في حالة صفاء وتأمل وقد نجح في تغير نظرة عدم الاستقرار والهروله التي قد اعلنت عنها هذا الصباح. فارتسمت على ملامحي كلماتها لأسامح الوقت والاشياء عن افعالهما المشينه بي في يوم لم يكن ملكي بل
"ملك ايديه"
قـــلـبي ومفتــاحه...

هناك تعليقان (2):

ســـــــهــــــــــر يقول...

الكثير من الروتين لا يضفى عليه روحا حدث جلل و انما تدركه اصابع خفيه تبعثر بعضا منها على روح .. فتعلوها ابتسامه لا تلبث ان تجد ممرها للشفاه .. فتعطى لليوم لونا .. و تعطى للذكرى مذاق


راقنى جدا هذا البث من الاروقه القديمه فتنفست عبق .. ذكرى

تقديرى و احترامى

MoHaMeD - AmEeN - Al.MaSrY يقول...

وراقتني جدا كلماتك الجميله
ومرورك المحترم
لكي التحية سهر